وباطنه قرآن ، ومهما كان في القرآن التدوين متشابهات ومجملات تحتاج إلى بيان ، فالرسول القرآن هو بنفسه مبين وبيان ، فإنه قرآن متجسد مبين في كافة أحواله وأقواله.
إنه ذكر كما القرآن ذكر : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) (٣ : ٥٨) (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً ...) (٦٥ : ١٠) صنوان من أصل واحد هو خاتمة رسالات السماء ، وإنه مبين كما القرآن مبين : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٧ : ١٨٤) (الر. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (١٢ : ١).
أنا القرآن والسبع المثاني |
|
وروح الروح لا روح الأواني |
فهو قرآن كما القرآن قرآن ، كما القرآن يقرأ تدوينا وهو يقرأ كتاب حياته تكوينا ، وهما متجاوبان كأنهما واحد حال أنهما اثنان ، فقرآن محمد ومحمد القرآن آيتان بارعتان إلهيتان كأنهما آية واحدة ، يستدل بالقرآن على رسالته ويستدل به على رسالة القرآن! وللرسول فضل على القرآن لأنه تفسيره بيانا وعملا وتطبيقا!
هذا التعبير عن الرسول وإن كان منقطع النظير ، فإنه يبين كيان ذلك البشير النذير ، دمجا في القرآن كما القرآن مدمج فيه ، فأية فرية على الرسول هي فرية على القرآن كما العكس كذلك ، فكونه شاعرا يعني أن القرآن شعر ، وكونه شعرا يعني أن رسوله شاعر.
ثم «إن هو» الثاني : علم الرسول (إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) يخص علمه بهما ، فالقرآن المبين هو الأصل المتن المتين في علمه بالوحي ، ثم السنة ذكر يبين القرآن ، ولو كان «هو» ـ فقط ـ القرآن لكان توصيفه ب (قُرْآنٌ مُبِينٌ) توضيحا للواضح لدى الكل ، وأما كون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ببيانه قرآنا مبينا إلى كونه ذكرا ، فمجهول لدى الأكثرية