يَأْكُلُونَ) : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٤٠ : ٧٩) (وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ) أخرى ككونها حمولة وفوائد من جلودها (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ) (١٦ : ٨٠) أماذا؟ «ومشارب» جمع مشرب مصدرا ميميا واسم زمان ومكان ، شربا من ألبانها ، وزمانه ومكانه ، ومن الأخير جلودها التي تعمل قربا للمياه شربا ومآرب أخرى ، وكل هذه وتلك لعلكم تنتفعون وتشكرون «أفلا تشكرون»؟
إنهم لا يقدرون على شيء من هذه وتلك ، فلا يملكون أن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ، وما يملكون أن يذللوا ذبابة ولو اجتمعوا لها إلّا أن يقتلوها ، ورغم ما يعترفون أن ذلك كله من تقدير العزيز الرحيم لا يشكرون :
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ)(٧٤).
إنهم رغم كل هذه النصرة والرحمة الإلهية (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) : أصناما وأوثانا وطواغيت (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) من قبلهم رغم أن هؤلاء الآلهة! :
(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ)(٧٥).
هؤلاء الآلهة أيّا كانوا (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) على أية حال إن كان الله يريد أن يخذلهم «وهم» الآلهة «لهم» العبدة (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) لديهم حيث يعيشونها في بيوتهم ويعبدونها ، وهم الذين احضروهم لديهم لينصروهم وهم لهم عابدون ، فكيف إذا غابوا عنهم؟.
بل «وهم» العبدة «لهم» الآلهة (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) كأنهم أحضروهم (١)
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٩٤ ح ٨٢ تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه ـ