(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(٨٤).
ومتى أصبح إبراهيم من شيعة نوح في دعوته المخلصة؟ (إِذْ جاءَ رَبَّهُ) حين جاء كداعية (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) عما سوى الله ، خاليا عن حب غير الله والاتجاه إلى من سوى الله ، تاما في محبة الله ، طامّا من يم معرفة الله! «الذي يلقى الله وليس فيه أحد سواه» (١) خاليا عن كل شك وشرك جلي أو خفي بالله ، بريئا عن كل تعلق بغير الله ، في قمة عالية من توحيد الله والفناء في الله والبقاء بالله.
وإنه تعبير بسيط ـ لا تعقيد فيه ـ عن كافة معاني الإخلاص في الجوارح والجوانح ، حيث القلب إمامها كلها (٢) فإذا سلم سلمت كلها على قدر
__________________
ـ فقيل يا ابراهيم أولهم علي بن الحسين وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة القائم ابنه فقال ابراهيم الهي وسيدي ارى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم الا أنت؟ قيل يا ابراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ابراهيم وبما تعرف شيعته فقال : بصلاة احدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع والتختم في اليمين فعند ذلك قال ابراهيم اللهم اجعلني من شيعة امير المؤمنين قال فأخبر الله في كتابه فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ).
وفيه عن تفسير الامام ابو محمد العسكري (عليه السلام) قال رجل لعلي بن الحسين يا ابن رسول الله انا من شيعتكم الخاص فقال له يا عبد الله فإذا أنت كإبراهيم الخليل (عليه السلام) إذ قال الله تعالى (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ. إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فان كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا وان لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل والا فانك ان عرفت ان بقولك كاذب فيه انك مبتلى بفالج لا يفارقك الى الموت او جذام ليكون كفارة لكذبك هذا ، أقول وفيه روايات اخرى مفصلة في شروط الشيعة فراجع.
(١) القمي في تفسيره قال قال : ...
(٢) في الكافي باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام): القلوب أئمة العقول والعقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة الحواس والحواس أئمة الأعضاء.