(وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) إذ «لا يؤمنون» لا عليك ، فان عليك الإنذار كما على الرسل (عُذْراً أَوْ نُذْراً) ولا يعني (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) إلّا بيان الواقع وتسلية لخاطر النبي الأقدس لكيلا يحزن عليهم (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ).
ليس للمنذر ـ إرشادا او امرا ونهيا ـ أن يترك إنذاره بحجة أنهم لا يؤمنون ، فعلّهم يؤمنون رغم حسابك حيث الواقع قد يتخلف عن العلم غير المحيط بالواقع ، وحتى إذا كان قطعا ، أم وتبين ان الإنذار كان عليهم سواء لم يسقط وجوبه عن المنذرين ، إتماما للحجة وإيضاحا للمحجة.
وواقع اللّاإيمان من هؤلاء الأنكاد هو من الملاحم الغيبية القرآنية فهم
__________________
ـ وسلم) من بيته الى الغار وفيه : وامر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يفرش له ففرش له فقال لعلي بن أبي طالب (صلى الله عليه وآله وسلم) افدني بنفسك قال : نعم يا رسول لله ، قال : يا علي! نم على فراشي والتحف ببردتي فنام علي (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتحف ببردته وقد جاء جبرئيل وأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرء عليهم (وَجَعَلْنا ...) وفي كتاب الاحتجاج روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) فان ابراهيم (عليه السلام) حجب عن نمرود بحجب ثلاث؟ قال علي (عليه السلام) : لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حجب عمن أراد قتله بحجب خمس ثلاث بثلاثة واثنان فضل ، فان الله عز وجل وهو يصف محمدا قال : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) فهذا الحجاب الاول (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) فهذا الحجاب الثاني (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) فهذا الحجاب الثالث ثم قال (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) فهذا الحجاب الرابع ثم قال (فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) فهذه حجب خمس.