هذه الثلاث أيضا درجات!
فلما أثر الإنذار ياتي ـ إذا ـ دور التبشير (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ) عما سلف (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) (٢ : ٢٨) ومغفرة حين اتباع الذكر ، وخشية الرحمن عن تقصيرات او قصورات ، إذ لا يخلوا أي مكلف عن لمم إلّا السابقين والمقربين ، ثم (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) : واسع ، أوسع مما يستحقه ويرجوه ، فهو أجر كريم من إله كريم ، إلى عبد كريم ، وأين كريم من كريم؟.
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)(١٢)
هنا جموع ثلاثة موكدّة بحرف التأكيد تؤكد إحياء الموتى في جمعية الصفات (١) وجمع الجموع أولا في الذكر وهو آخر في الواقع ، كما وتوكد كتابة ما قدموا وآثارهم وليس إلّا في حياة التكليف ، كذلك وإحصاء كل شيء في إمام مبين وهو يسبقهما ، وليس عكس الترتيب إلّا بحساب ترتيب الأهمية ، فالمحور الرئيسي في هذه الثلاث هو إحياء الموتى ، ويلحقه إنذار : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) ثم يتم الإنذار ويطم (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).
__________________
(١) ولا يعني الجمع في مثله جمع الله وملائكته امّن ذا إذ لا يجعل الله نفسه المقدسة مع عبيده ولا سيما في الأفعال الخاصة به ، فقول الصدر الشيرازي في تفسير يس ص ٣٩ : اي هو تعالى او ضرب من ملائكته المقربين المهيمنين الذين فعلهم مطوي في فعل الحق لفناء ذواتهم بغلبة سلطان النور الكامس الازلي على أنوارهم واقتفاء اشعة تأثراتهم العقلية تحت شعاع الضوء القيومي ـ مردود الى قائلة ـ ومن الغريب اعترافه بفناء ذواتهم ثم تفسير اجمع «انا نحن» بظهورهم بجنب الحق لحد صنعوا بجنابه ، وظهروا بجانبه!