مُكْرَمُونَ ...) (٢١ : ٢٦) فهم المصطفون في العبودية دون البنوة التشريفية.
ومع الغض عن هذه الاستحالة «لاصطفى» هو (مِمَّا يَخْلُقُ) ٥ «ما يشاء» دون نظرة لاصطفاء المشركين ما يختلقونه كما يشاءون! «سبحانه» عن أن يتخذ ولدا ، أو يصطفي مما يخلق ما يشاء ولدا ، أو يصطفيه غيره ما لا يشاء له ولدا ، لأنه (هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) واحد لا يثنى باتخاذ ولدا أو اصطفاءه ، وقهار لا يحتاج إلى ولد يرثه أو يسانده! ... ولكنهم اصطفوا لله ولدا ليسوا ليصطفوه لأنفسهم (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) (١٧ : ٤٠)؟
ولو تخطّينا هذه الاستحالات فاتخذ الله ولدا ، أم ولد لأبعد تقدير ، لم يكن لزامه أن يشرك به إلّا بإذنه دون الأهواء (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ).
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)(٥).
آية فريدة في تكوير الليل والنهار على بعض ، قد تعني معنى فريدا من الملاحم الغيبية هو كروية الأرض ودورانها.
تكوير الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة ، فتكويره على شيء ادارته عليه منضما إليه ، فكل من الليل والنهار دائر على زميله منضم إليه ، فالكرة الأرضية تنقسم دائبا إلى أفقي الليل والنهار ، متصلين ببعض ، وكلّ ركب الآخر دوريا ، وكما هو الثابت علميا والمشاهد عينيا ، فلا وقت من الأوقات ولا آن من الأوان ، إلّا أن نصف الكرة ليل والنصف الآخر المقابل له نهار ، فكل مكوّر على الآخر ، وهما حسب