تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ)(٧).
من الذين يحملون العرش ثمانية : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (٦٩ : ١٧)(١)(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٣٩ : ٧٥).
حملة العرش يومئذ ثمانية ، وما ندري قبله كم هيه ، هل هم الثمانية ام زائدة او ناقصة؟ ثم (وَمَنْ حَوْلَهُ) ومنهم الملائكة ، هل هم من هؤلاء الحملة؟ فلما ذا افردوا عنهم ان كانوا من (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ)! ام هم المحمولون مع العرش من حوله؟ وحمل العرش ـ فقط ـ هو المحور في آية الثمانية! إلّا ان تدلنا على حملهم (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)!
واين هي الدلالة إلّا احتمالا في آية (مَنْ حَوْلَهُ) مع احتمال انهم ممن (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) مع (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) لا وأنهم المحمولون معه! إلّا ان واضح التعبير عنه «الذين يحملون العرش يسبحون ومن حوله» ففي عطف من حوله ـ دون فصل وردفه ايحاء ـ على اقل تقدير ـ «انهم محمولون مع العرش ، وان كانوا مع الحملة يسبحون ويؤمنون ويستغفرون ...» (٢).
__________________
(١) راجع ج ٢٩ ص ٩٥ من الفرقان تجد تفصيل البحث حول العرش وحملته الثمانية.
(٢) البرهان ٤ : ٩٠ محمد بن يعقوب بسنده عن صفوان بن يحيى قال سألني ابو قرة المحدث ان ادخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته فاذن له فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال افترى ان الله محمول؟ فقال ابو الحسن (عليه السلام) كل محمول مفعول مضاف الى غيره محتاج والمحمول اسم نقص والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة وكذلك قول القائل فوق وتحت وأعلى وأسفل وقد قال الله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) ولم يقل في كتبه انه المحمول بل قال : انه الحامل في البر والبحر والممسك للسماوات والأرض ان تزولا والمحمول ما سوى الله ولم يسمع احد آمن بالله وعظمه قط قال في ـ