فآيات الصعقة في النفخة الأولى تعم (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) وهم ليسوا ممن شاء الله فتشملهم صعقة الموت مع من تشمل إلّا من شاء الله ، وإن كانت للأحياء يوم الصعقة موتة واحدة هي عنها ثم إحياءة ثانية للأخرى ، ولكنما الأكثرية الساحقة هم أهل البرزخ يوم الصعقة.
فمن الناس من له إماتات وإحياءات ثلاث ، وهم ممن يرجعون يوم الرجعة وهم أموات يوم الصعقة وليسوا ممن شاء الله وقليل ما هم!
ومنهم من لهم إماتة واحدة وهم الأحياء يوم الصعقة من غير أهل الرجعة وليسوا ممن شاء الله ، وقليل ما هم!
ومنهم من له إماتتان وإحيائتان ، كسائر الناس وهم أهل البرزخ يوم الصعقة ، فكثير منهم تأخذه الصعقة وهي إماتته الثانية ، وقليل منهم هم ممن شاء الله ، فموتتهم الثانية هي عن حياة الرجعة ، وهل يوجد من هم أحياء يوم الصعقة وهم ممن شاء الله فلا يموتون بها ، وما هم ممن يرجعون يوم الرجعة ، فلا موتة لهم إلا إحياءة واحدة للحياة الدنيا وهي تستمر إلى الأخرى؟
كلّا! ف (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) بين إماتة واحدة أمّا زادت ، ف (مَنْ شاءَ اللهُ) كلهم ممن محّض الإيمان محضا فراجع يوم الرجعة ثم يموت ، وما منهم من يظل حيا إلى يوم الصعقة فهي تأخذ أحياءها كأقل موتة.
فالضابطة العامة هي الإماتتان والإحياءتان ، مهما شذ عنها أقل منهما أو أكثر ، وقد تزيد إلى أربع كالذي أماته الله مائة عام ثم بعثه ، إن لم يكن ممن شاء الله وهو من أهل الرجعة ، فقد أميت عن الحياة الدنيا مرات ثلاث ،