ثم الرابعة يوم الصعقة ، ولكنما الآية تتحدث عن الأغلبية الساحقة فإن لهم إماتتين اثنتين وإحيائتين ، مهما كان موردها اهل النار ، (فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ) أيا كان وأيان ولو بعد ردح كثير من الزمن «من سبيل» أيا كان وعلى أية حال ، فالمستدعى هناك سبيل مّا إلى خروج مّا خروجا عن أبد النار : (رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (٣٥ : ٣٧).
(ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)(١٢).
«ذلكم» المقت الأكبر من الله (بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) بوحدته (وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) بكثرته «فالحكم» إذا في سبيل من خروج سلبا وإيجابا (لِلَّهِ الْعَلِيِّ) عن الشركاء «الكبير» عن الحاجة إلى الشركاء ، وما حكمه إلّا (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ)!
ف «إذا» تحقّق موضوعه و «دعي» تضرب إلى عمق الماضي تلميحا إلى أن التوحيد سابق محقق أصيل طول الزمن ، فإنه قضية العقل والفطرة ، ودعوة الرسالة الدائبة ، ومدلولة سائر الآيات آفاقية وأنفسية. ثم «إن» تشكك «ويشرك» لطارئ المستقبل ، لأن الشرك طارىء مشكّك في تطاول من أهل الزمن! لا حجة له في أي حقل من الحقول ، أم أي عقل من العقول ، فيا لهم من حماقة معمّقة ، وتناس لكل موهبات الإنسانية والحيوانية. ان يؤمنوا ان يشرك ويكفروا إن يوحّد!