على فرضه مهانة ، وعدم الإذن فيه مهانة أخرى ، خلاف جند الله إذ كان لهم انتصار فوق انتصار! (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) من الله والملائكة والنبيين والمؤمنين ، وبالنتيجة (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) بما قدمت أيديهم ، لعنة بما يقوم الأشهاد ، وسوء الدار بما تقبل شهاداتهم عليهم ، قدر ما أساءوا في هذه الدار.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)(٥٤).
وهذه جماع الرسالة الموسوية على طولها حيث ختمت بانتصارها ، نموذجا من نماذج الإنتصار الرسالي ، بعد صبر وانتظار :
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ)(٥٥).
يا؟؟؟ حامل الرسالة الأخيرة وهي أثقل وأطول وأكمل من كافة الرسالات ، عليك بالصبر الجميل الطويل (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) أن ينصرك الله نصرا عزيزا (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) وعليك في هذه السبيل الشاق الطويل المليء بالأشلاء والدماء ، أن تستغفر لذنبك ، لذنب الرسالة التي تعيشها بأخطارها ، والدوائر المتربصة بها حتى يغفرها ويسترها عما يمسها بسوء وكما غفر الله بما فتح مكة نصرا زمنيا إلى روحي ، ومن قبل منذ الرسالة من الناحية الروحية.
وان تستغفر لذنبك : السيآت التي تعترضك قضية السلطة الزمنية ، وكذلك الروحية ، أن تدفعها عن ساحتك قبل أن تدنّسها ، بكل ما تملك من إمكانيات ، وتفوض أمرك الى الله فيما لا تسطع على دفعه حين تقوّض ظهرك ، فتصبح في مثلث الاستغفار عن ذنبك ، في العصمة المطلقة الإلهية وقمتها ، ولا رابع له من ذنب مقترف وعصيان حيث الساحة الرسالية بريئة