(وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)(٦٠).
ترى ومتى قال ربكم ... فهل هو قاله هنا «أدعوني ...»؟ وهذا مستقبل و «قال» ماض! أم هو قاله في آية المضطر : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (٢٧ : ٦٢) ولكنها مكية كما هي ، إلّا أنها علّها نازلة قبلها ، لكنها تعد إجابة المضطر دون أمر بالدعاء! أم إنه آية الفرقان المكية : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً)(٧٧)؟ وحقا إنها هيه إذ تحوي ما تحويه ، وتعني ما تعنيه ، ولكنها ليست دلالة المطابقة ، إلا تضامنية بدقة!
أو أنه قاله في أم الكتاب ومحكمه ، يقوله هنا في تفصيل الكتاب؟ أم إنه جماع آيات الدعاء مكية ومدنية؟ وعلى أية حال (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ...) لا ريب أنها قول ربكم!
و «ربكم» هنا دون صيغة أخرى : الله ـ ربي ـ رب العالمين ، لمناسبة الدعاء عبادة واستدعاء فإنه أمر تربوي يعم عباد الله المؤمنين.
وهل ان «ادعوني» أمر بدعاء الاستدعاء حين الحاجة والبلاء؟ لمكان (أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وشطر من آيات الدعاء : (هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) (٣ : ٣٨)؟
أو أنه أمر بدعاء العبادة لمكان (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) وشطر آخر من آيات الدعاء : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (٧٢ : ١٨) (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) (٧ : ١٩٤) (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) (٤٠ : ٦٦).
أم إنه يعنيهما لشطري الآية (أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... عَنْ عِبادَتِي) وشطري