مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) (٤٤).
(وَآيَةٌ لَهُمْ) خامسة للمبدء والمعاد (أَنَّا حَمَلْنا ...) وترى من هم المعنيون ب «هم» ثم من هم ذريتهم؟ ومن ثم ما هو الفلك المشحون؟
«لهم» تعني الموجودين زمن نزول الآية لأقل تقدير ومتيقنه ، حيث الآيات الخمس وأضرابها المسرودة في القرآن تعني توجيه الحاضرين كمبتدء الدعوة ، ومن ثم الآخرين لمّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم.
أترى ذريتهم هم أولادهم ، فإنها الأولاد من الذر : الصغير ـ كما في آياتها ال (٣٢) دونما استثناء؟ وهم لم يحملوا أنفسهم في الفلك المشحون : سفينة نوح ، فضلا عن ذريتهم!
أم إن ذريتهم هم أولادهم والفلك المشحون هي السفن الموجودة زمنهم؟ ولكنه مشحون من مبعدات في أبعاد :
فالفلك ياتي مفردا كما هنا وفي عديدة سواها ، وجمعا كأخرى ومنها (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) (١٠ : ٣٢) ولم يأت المشحون في آيات الفلك ال (٣٢) إلا شذرا! ثم وأين ذلك الفلك الواحد الذي حمل ـ فقط ـ ذريتهم زمنهم وهو مشحون؟ ثم هل هو مشحون بهم وذريتهم أم وسواهم بذريتهم أم هم جميعا بهم؟ وهكذا حمل أسهل وأرحم من حمل ذريتهم بخصوصهم لو كان! والفلك أيا كان يحملهم وذريتهم مشحونا وغير مشحون.
ثم لا يحمل الفلك صفعة المشحون إلّا هنا وفي الشعراء (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)(١١٩) شحنة تجمع النماذج من بني الإنسان ومختلف الحيوان : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ