بلقاء المحبوب ، ومن ثم* «في شغل» هامشي بمظاهر النعم ، وذلك هو المشغول فيه.
وأما المشغول عنه فهو الطريق الشاق الطويل يوم الدنيا ، المليء بالأشلاء والدماء ، بالمكروهات والحرمانات وطول التصبّر عن اللذات والمحرمات.
فهم يومئذ في شغل عن كل ذلك وعن كل مسابب ومناسب لا يناسب رحمة الله ولا تناسبه.
(هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ)(٥٦).
وترى من هم «أزواجهم»؟ أهم حلائلهم؟ ولسن كلهن من أصحاب الجنة! والتي هي منهم تشملها (أَصْحابَ الْجَنَّةِ)!
«أزواجهم» هم قرنائهم الأتباع في الصالحات ، وكما «أزواجهم» في الصافات هم قرناء أهل النار وأتباعهم في الطالحات : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ. مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) (٣٧ : ٢٣).
ف «أزواجهم» هنا وهناك هم الأتباع ، سواء أكانوا من أزواجهم سببيّا كالبعولة والزوجات ، أم سواهم ، ف «هم» فيهما تعني الأصلاء من أصحاب الجنة وأصحاب النار رجالا ونساء ، و «أزواجهم» هم الفروع منهما رجالا ونساء ، مهما شملت الحور العين (١) وبين البعولة وزوجاتهم من أهل الجنة
__________________
(١) المصدر في روضة الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ حديث طويل وفيه عن حال اهل الجنة ـ والمؤمن ساعة مع الحوراء وساعة مع الآدمية وساعة يخلو بنفسه على الأرائك متكئا ينظر بعض المؤمنين الى بعض.