عهد سابق سابغ ، صابغ فطرة الإنسان سلبا لعبادة الشيطان وإيجابا لعبادة الرحمن :
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٠ : ٣٠) (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)(٧ : ١٧٣).
فذلك عهد فطري لا يتخلف ، ثم عهد عقلي مأخوذ على العقول بدرجاتها وهو أخص من الفطري إذ يخص العقلاء ، ومن ثم عهد رسالي قد يتخلفون عنه تخلفا عن عهد الفطرة والعقل وفيه تفصيل ما في عهد الفطرة : (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ...) (٧ : ٢٧) (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ ...) (٤١ : ١٤).
والعهد الرسالي أخص من العقلي وبأحرى من الفطري ، حيث لا يعم من عاش زمن الفترة ، إذا فهم على دين العقل والفطرة.
وترى لماذا «بني آدم» وآدم مفطور على الفطرة نفسها ومأمور بعهد الرسالة كما هم؟ علّه لأنه أوعد ذريته بعدائه : (قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) (١٧ : ٦٢) وأن آدم ما عبد الشيطان في عصيانه ولم يكن ليعبده ، كما وأن السابقين والمقربين من بني آدم لا يشملهم خطاب التنديد ، حيث لم ينقضوا عهد الله مهما كان من آدم بعض النقض : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ثم و «بني آدم» دون «العقلاء» ام «الذين بلغهم عهد