ولقد فصلت في فصلت شطرات من الرحمتين ابتداء بالرحيمية الخاصة (كِتابٌ فُصِّلَتْ ... لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)» ومن ثم الرحمانية (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ ..) وبعدها خليطة من هذه وتلك ، دمجا برباط كامل شامل لكتابي التدوين التشريع والتكوين ، وأن كاتبهما واحد هو (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)!
(حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(٣)
هنالك إنزال للكتاب في إحكام : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وهنا تنزيل للكتاب في تفصيل تجمعهما (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (١١ : ٢).
في مرحلة الإنزال الإحكام لم يكن قرآنا يقرء ، ولا عربيا يعرب (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) إذ كان نازلا في محطة الوحي : القلب المحمدي ، ولما يبرز في تفصيل ، فلما فصّل في هذه الآيات المفصلات أصبح قرآنا عربيا : لائحا (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وبطبيعة الحال غير عربي لا يلوح في حقائقه «لقوم يجهلون» (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ
__________________
ـ صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود» فامسك عتبة على فيه وناشده الرحم ان يكف عنه ولم يخرج الى اهله واحتبس عنهم فقال ابو جهل يا معشر قريش ما نرى عتبة الا قد صبا الى محمد وأعجبه طعامه وما ذاك الا من حاجة اصابته انتقلوا بنا اليه فاتوه فقال ابو جهل والله يا عتبة ما حسبنا الا انك صبوت الى محمد وأعجبك أمره فان كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد فغضب واقسم بالله لا يكلم محمدا ابدا وقال لقد علمتم أني اكثر قريش مالا ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة قرء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم) حتى بلغ أنذرتكم صاعقة فأمسكت بفيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم ان محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت ان ينزل بكم العذاب ، وفيه ان ممن سمعها سعد بن معاذ فرجع وقد هداه الله.