سرمدي لا كالأشياء المادية الحادثة ، ولكنما الجسم أيا كان يشبه سائر الأجسام في الجسمانية تركبا وتغيرا وحركة وزمانا ، وإن اختلف عنها في العوارض غير الأولية ، ف «جسم لا كالأجسام» لا تنفي عنه المماثلة في أصل الجسمانية وإنما في البعض من ماهياتها.
ثم ترى لماذا «كمثله» لا «مثله»؟ فهل إن الكاف زائدة؟ ولا زائدة على المثل في القرآن البالغ آياته (٧٥) وإن كانت على المثل في (١٣) من (٦٣) حيث المعنيان يختلفان! فهذه قولة زائدة ان الكاف هنا زائدة!.
أم تعني ما تعنيه الوارد على المثل من المشابهة؟ إذا فهي تعني نفي أية مشابهة عن مثله تعالى لا عنه نفسه ، إثباتا لند له مثله ، ونفيا عن مماثلة اي شيء لمثله! وقد يجاب ان هناك حقيقة وافتراضا ، فالحقيقة هي انتفاء المشابهة في هذا البين ، والافتراض أنه لو كان له مثل فلا مثل لمثله ، ولكنه ليس له مثل ، مبالغة في انتفاء المثل ، حال أنه لو كان له مثل واحد لجاز تعدد الأمثال ، والآية في نفيها كمثله تحيل هذا الجائز على افتراض أن يكون له مثل(١).
أو أن الكاف تأكيد من وجه آخر لنفي المثل ، ف (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) إنما تنفي واقع المماثلة ، التي قد يظن أنها المماثلة التامة فلا تنفي غيرها ، وموقف الكاف استئصال أية مماثلة بينه وبين كل شيء ، أن لا مثيل له ولا ناقصا كواحد او كسر لغير النهاية في مليارات أو اللّانهايات من كيانه سبحانه.
وعلّ الجمع بين الوجهين أجمل ، مع العلم أن الكاف ليست زائدة على أية حال.
__________________
(١) كما يقال فلان لا مثيل لظله وان لم يكن له ظلّ نفيا مبالغا لأية مماثلة ، مستأصلا كافة جذورها.