الغابرة ف (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) (٣ : ١٩) وقضية التسليم لأمر الله وطاعته السليمة هي الاجتماع على شرعة حاضرة للدين دون اختلاف.
فليس إقامة الدين في إقامة أصوله ، والفروع متشجرة ، حيث الدين يعم الأصول والفروع ، فعلى المكلفين عامة أن يقيموا الدين كله في الشرعة الحاضرة : أن يتضامّ الجميع تحت راية واحدة : نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، ولا يتفرقوا في الدين ، حيث التفرق في الشرائع تفرق في الدين الطاعة الى المعصية.
(كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) يا محمد! من وحدة الدين ودينك الموحد بين صفوف المكلفين ، سواء أكانوا مشركين وثنيين أم كتابيين متحزبين : (.. وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (٣٠ : ٣٢).
كبر على المشركين الأولين أن ينزل عليك القرآن ولا ينزل على رجل من القريتين عظيم! كبر عليهم ان ينتهي سلطان الشرك المفرّق الى سلطان الإسلام الموحّد! : «أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب» (٨٨ : ٥).
كبر عليهم القول : إن آباءهم ماتوا على ضلالة الجاهلية فأخذتهم العزة بالإثم!
ثم كبر على المشركين الآخرين ، على المتعصبين المتعنتين من أهل الكتاب ، أن ينزل هذا الدين على رجل إسماعيلي ، لا إسرائيلي ، فتضمحل السلطات الإسرائيلية العنصرية ، والسلطات المسيحية القومية أم ماذا.
ولكن رغم أولاء وهؤلاء وأضرابهم (اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي