وترى ان استعمال «هم» أحيانا في غير ذوي العقول بمحسنات مجازية ، يهدم صرح دلالتها على ذوي العقول دون قرينة كما قيل (١).
كلّا ، وإنها ضابطة لغوية أن «هم» أيا كان لا تعني إلّا ذوي العقول ، أو هم مع غيرهم من غير ذوي العقول قضية التغليب ، اللهم إلّا بقرينة قاطعة تصرف «هم» عنهم إلى سواهم ، ولا نجد هذا الأخير إلّا في (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٦ : ٤٠) حيث السباحة العاقلة هكذا تسمح إرجاع ضمير العاقل إلى هذه السابحات ، إذ تسبح دون فتور ولا اصطدام وأعقل من العقلاء ، حيث تسبح بأمر خالق العقلاء!
ثم ونجد الجمع بين العقلاء وسواهم في آيات : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٦ : ٣٨) ف «هم» راجع إلى «دابة» إذ تشمل العقلاء وسواهم ، وكذلك «من» في آية النور (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ) .. من .. من .. فإن «كل دابة» تشمل الإنسان وسواه من دابة عاقلة وسواها ، فليكن موصوله موصول ذوي العقول.
إذا ففي السماوات دواب عاقلة وسواها وكما في الأرض (وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) :
فهل إن هذا الجمع يعني جمعهم يوم الجمع؟ ويوم الجمع لا يخص
__________________
ـ بي الى السماء السادسة فإذا فيه خلق كثير يموج بعضهم في بعض ، ثم صعد بي الى السماء السابعة فإذا فيه خلق كثير وملائكة .. وفيها الكروبيون.
وفيه عن مثنى بن وليد الخياط عن الصادق (عليه السلام) قال : في كل من السماوات السبع خلق وبينها خلق ، قلت : وكيف الأرض؟ قال : سبع أرضون في خمس منها خلائق وليس في الأخريين.
(١) القائل هو العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان.