العقلاء كما تدلنا آية الأنعام (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) : كل دابة ، ولم يستحقوا هنا ضمير العاقل إلّا لأنهم أمم أمثالنا في الأولى ومن ثم يحشرون يوم الأخرى!
أم يخص الجمع يوم الدنيا في أسفار جوية متقابلة بين عقلاء الأرض والسماء؟ فلأنه جمع بعد البث ، وأنه جمع للبعض من المجموعين ليوم الجمع (١) فليكن في الأولى ، أم نجمع بين الجمعين ، في الأولى للعقلاء وفي الأخرى لكل دابة.
فقد جمعت هذه الآية على اختصارها ملاحم غيبية من وجود دواب في السماوات كما في الأرض ، ولزامها الماء والكلاء والهواء حيث تتبنى حياة الدواب ، ومن عقلاء الدواب إنسانا أم من ذا ، وان الله سوف يجمع بين عقلاء السماوات والأرض ، هل في تسافر إلى بعض بالسفن الفضائية فيجتمعان بين السماوات والأرض ، أم يسبق إنسان الأرض إنسان السماء إلى السماء أم إنسان السماء إلى إنسان الأرض؟ لا ندري!.
وترى الأوامر التشريعية خاصة بأرضنا هذه أم تعم كافة العقلاء المكلفين في أرجاء الكون؟ .. في بحث مسبق عن الآية (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ..) عرفنا أن الرسالة الإسلامية تشملهم كلهم كما الرسالات التي قبلها ، وفيما يروى عن الإمام الرضا (عليه السلام) «فأما صاحب الأمر فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فإنما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضيين» (٢).
__________________
(١) حيث الجمع هناك يخص الدابة بل والطير والملائكة وغيرهما من غير الدابة.
(٢) رواه علي بن ابراهيم القمي عن أبيه عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ـ