وإنها أرجى آية للمؤمنين الذين يرجون رحمة الله ف «ما أصابك من مرض او عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه» (١) فذلك للمخاطبين المؤمنين.
وإنها أنكى آية للذين لا يرجون رحمة الله حيث تنبّههم ببعض ذنوبهم ويعفو هنا عن كثير ومن ثم العذاب الأليم.
ثم قد لا تشمل الآية المعصومين (عليهم السلام) (٢) أو تشمل بخفاء
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٩ ـ اخرج احمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم والترمذي وابو يعلي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : الا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : وما أصابكم ... وسأفسرها لك يا علي : ...
وفيه اخرج جماعة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : والذي نفسي بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلّا بذنب وما يعفوا الله عنه اكثر واخرج مثله جماعات آخرون.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٥٨٠ ح ٩٥ في تفسير علي بن ابراهيم قال الصادق (عليه السلام) لما دخل علي بن الحسين (عليه السلام) على يزيد نظر اليه ثم قال له : يا علي! ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ، فقال علي بن الحسين (عليه السلام) كلا! ما هذه فينا نزلت ، إنما نزل فينا : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ، فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا من امر الدينا ولا نفرح بما أوتينا.
أقول : انما تحوّل الإمام (عليه السلام) إلى هذه الآية لأنها أوسع دلالة على الإصابات الظالمة غير المستحقة وأما آية (ما أَصابَكُمْ ..) فلا يبلغ تفهمها مثل يزيد ، والرواية (٩٨) دليل شمول الآية لهم بما بينت وبينّا.