وعن سائر العترة الطاهرة كلمة واحدة في متظافر الرواية «كان كل شيء ماء وكان عرشه على الماء فأمر الله الماء فاضطرم نارا ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق السماوات من ذلك الدخان وخلق الأرض من الرماد» (١) مما تتأيد بالقرآن (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ ..).
«الماء» هو الخلق الأول إذ لا خلق غيره ، المادة الأولى إذ لا مادة سواها «ولو كان أول ما خلق من خلقه ، الشيء من الشيء ، إذا لم يكن له انقطاع أبدا ، ولم يزل الله إذا ومعه شيء ليس هو يتقدمه ، ولكنه كان إذ لا شيء وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه وهو الماء الذي خلق الأشياء منه ، فجعل نسب كل شيء إلى الماء ولم يجعل للماء نسبا يضاف إلى شيء» (٢).
إذا فليس هو ـ قطعا ـ مائنا (O ٢H) منسوبا الى أبوين ، ولا أي عنصر أو جزئي أو ذرة حتى الئيدروجين حيث النسب يشملها كلها فهي ـ إذا ـ المادة الأولى المعبّر عنها هنا بالماء لمناسبات شتى قدمناها في موضعها.
ذلك أن الماء على أثر تفجّره فوق الذرية اقتسمت إلى زبد الأرض ودخان السماء ، وهذه أولى الفتقات بعد رتقات للأرضين والسماوات : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ. وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ. وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) (٢١ : ٣٢).
__________________
(١) رواه الكليني في الكافي بسند عن محمد بن مسلم ، قال قال لي ابو جعفر (ع) ...
(٢) الكلين في روضة الكافي باسناده عن محمد بن عطية قال جاء رجل الى أبي جعفر (ع) من اهل الشام من علمائهم ـ الى ان قال ـ : وكان الخالق قبل المخلوق ولو كان ..