الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) ممّ خلقت الجبال؟ قال : من الأمواج» (١) وعلّه اليوم الأول من الأربعة لبداية خلق الجبال.
ثم وتّدها في أعماق الأرض لما أخذت الأرض تجمد من ظاهرها إلى أعماقها (وَالْجِبالَ أَرْساها) تعني التي جعلت فيها من فوقها وأرساها في متنها وعمقها ، فللجبال حالة أولى هي نصبها (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ).
(وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها).
وحالة أخرى بعدها هي إرساءها (وَالْجِبالَ أَرْساها) وتوتيدها (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (٧٨ : ٧) أن تميد بكم (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (١٦ : ١٥) «وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها وذوات الشناخيب الصم من صياخيدها فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو أن تسيخ بحملها» «ووتد بالصخور ميدان أرضه» وهذا من دحوها الذي خلّف إخراج ماءها ومرعاها بعد ما (وَالْجِبالَ أَرْساها)!
هذان يومان كما يقول القرآن لنصب الجبال وإرسائها ، وقد يصادقه نظرات المعرفة الأرضية أن اليوم الأول لبداية ظهور الجبال والثاني لإرساء الجبال في قطع أديمها والاول ٣٦٠ مليون سنة والثاني ١٣٥ مليون سنة.
فالملاحظ في الدور الأول ظهور «كالدونين وهرسى نين» وفي الثاني أغلب الجبال الفعلية ، والأصل هو المستفاد من القرآن ليومي جعل الجبال وإرسائها.
(وَبارَكَ فِيها).
مباركة الأرض هي تحصّل المياه فيها وتهيؤها لتبريك الأرض ببركاتها
__________________
(١) تفسير البرهان : ١٠ : ٣٢٧.