(فِي كُلِّ سَماءٍ) دون «الى»! أم إنه يعنيهما ، والوحي «في» جامع للوحيين «ل» كما للأرض (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) رمز في التكوين بعد ما كونت أماذا من خلق يعبّر عنه ب «أوحى» ثم الثاني : الوحي «الي» كما إلى الأنبياء والملائكة أمّن ذا من مؤمن بارع ، وإلى حيوان صانع كما (أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)! فلكلّ سماء ولكلّ ارض أمر من الأمور : أشياء وأفعالا ، وامر من الأوامر شرعة ففعالا (١) ، وهما من الأمر المدبّر من السماء إلى الأرض والعارج إليه.
والأمر أيا كان يقابل الخلق (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) فهو التدبير للخلق ماديا : وحيا لخلق ، أو معنويا : وحيا إلى خلق ، يجمعهما (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها)!
(وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(١٢).
والسماء الدنيا هي أدنى السماوات السبع إلينا ، فهي الأولى بالنسبة لنا ، أم هي الدنيا بالنسبة للأرضيين السبع كلها في احتمال أنها كلها في السماء الاولى ، وعلّ الاولى اولى كما قد تقتضيها : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) و «مصابيح» هنا هي «الكواكب» في الصافات ، تشمل كافة الكرات الصابحة ، السابحة في خضم البحر الملتطم ، مرئية بعيون مجردة ومسلحة أماهيه؟ وهي تشمل شمسنا ، فهي متأخرة عن أرضنا وعن الأرضين كلها ، فليست هي والدة لها ، بل هي وليدة غازات في السماء الدنيا كما والأرض حيث ، انتهيا إلى الجدة الأولى «الماء»!
__________________
(١) حيث الأمر بين هذه المعاني الثلاث : الشيء ـ الفعل ـ مقابل النهي.