(وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ) (١٣ : ١٣) أم صاعقة ريح صرر قرّ صرّ : (رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ)(١٦) وهي عاتية : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٦٩ : ٧) ، أم صيحة خاصة كما في ثمود : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ .. أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (١١ : ٦٨) وقد جمعتهما «صاعقة» (فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ) (١٧) .. أم صيحة تحشرهم جميعا إماتة وإحياء : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (٣٩ : ٦٨) أم صاعقة الجحيم ، فقد تشملهم صواعق العذاب إلّا التي في الدنيا لمن أنذرهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٨ : ٣٣).
(إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (١٤).
«هم» هنا عاد وثمود ، رجعا لجمعهم مهما كانوا اثنين ، فمن هم الرسل التي جاءتهم ولم يكن إلّا صالح وهود؟ وماذا تعني (مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ)؟ ولا تجيء الرسل إلّا بين أيدي المرسل إليهم حضورا ، لا غيّبا في ماض او مستقبل! إنها آية عديمة النظير في مجيء الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ، إلّا التي لعاد في الأحقاف (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(٢١) (١) الرسل من بين أيديهم
__________________
(١) راجع الفرقان ٢٦ : ٥٣.