الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)(٣٢) (١).
آية الاستقامة في فصّلت فصّلت ثانيتها المجملة في الأحقاف ، ثم ليست سواهما في سائر القرآن إلّا (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (٨١ : ٦) (فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) (٤٢ : ١٥) (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) (٤١ : ٦).
في الأحقاف تبشر بسلب الخوف والحزن وإثبات الجنة (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٣) وهنا يحمل الملائكة تنزلا عليهم هذه البشارة بولاية لهم دائبة في الدنيا والآخرة ، وما ألذّها بشارة وحيا من الله ثم إلهاما يحمله ملائكة الله!
وترى ما هي الحاجة إلى بشارة الملائكة وولايتهم بعد الله في الدنيا والآخرة؟ علّها لتكملة المقابلة بينهم وبين الكافرين ، فأولاء لهم قرناء من الشياطين وهم أوليائهم بعد الشيطان الأول ، وهؤلاء لهم قرناء من الملائكة يبشرونهم وهم أولياء لهم بعد الله وبأمره في الدنيا والآخرة ، تشريفا لهم وليس بحساب الحاجة.
«.. وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج أمره وعلى الطريقة الصالحة من عبادته ، ثم لا تمرقوا منها ، ولا تبتد عوافيها ، ولا تخالفوا عنها ، فإن أهل المروق منقطع بهم يوم القيامة» (٢) و «قد قالها
__________________
(١) فصلنا بحث الاستقامة في الفرقان ٢٦ : ٢٥ ـ ٢٧ فراجع ولا نعيده هنا.
(٢) في نهج البلاغة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) واني متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ...) وقد قلتم ..