وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨) وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(١٠)
* * *
سورة هي ثورة قارعة على اللّاأخلاقيات العارمة ، المتبقية في الجماعة المسلمة من جاهليات ، او المتسربة فيها من عادات سيئات ، نازعة هذه الكتلة المؤمنة عن أخلاق النسناس إلى أخلاق الناس ما يؤدبه بجنب الله ورسوله من عدم التقديم ، وما ينظم سلوكه مع المؤمنين وسائر الناس في المجتمع الحيوي ، وما يمتاز به انسان في شريعة الله ، وهي على قلة آيها كثيرة المعنى ، غزيرة المغزى تنبع بحقائق تفتح للعقول والقلوب آفاقا بعيدة ، ما تتجاوز حجمها مآت المرات ، لو اتخذها المؤمنون نبراسا في سيرتهم ومتراسا في مصيرتهم لعاشوا أعزة أعلون ، وليكونوا مثلا للأخلاق الفاضلة ، ومثلا للانسانية الكاملة ، فيكونوا مدينة فاضلة يحكم فيها أخلاق الله ، يأمن فيها المؤمنون بالله ، ومن هم في ذممهم على ضوء شريعة الله ، شرط الّا يقدموا بين يدي الله :