(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)
__________________
ـ عقبة ـ وان البعثة كانت للتبين ـ والآية لا تشمل النبي فانه تبين هنا ـ ولأن الذين آمنوا لا تشمل النبي على أية حال ـ اضافة الى براءته عن الجهالة فانه لا يصدر إلا عن وحي الله ، والثانية ما رواها القمي في تفسيره ـ ان الاية نزلت في مارية القبطية ام ابراهيم وكان سبب ذلك ان عائشة قالت لرسول الله (ص) ان ابراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي فانه يدخل إليها في كل يوم فغضب رسول الله (ص) وقال لأمير المؤمنين (ع) خذ السيف وائتني برأس جريح فأخذ امير المؤمنين (ع) السيف ثم قال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله (ص) انك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرني اثبت فيه او امضي على ذلك؟ فقال له رسول الله (ص) بل تثبت ـ فجاء امير المؤمنين الى مشربة ام ابراهيم فتسلق عليها فلما نظر اليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه امير المؤمنين (ع) وقال له : انزل ـ فقال له : يا علي! اتق الله ما هاهنا أناس اني مجبوب ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب ، فأتى به رسول الله (ص) فقال له رسول الله (ص) : ما شأنك يا جريح؟ فقال : يا رسول الله (ص)! ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل الى أهليهم والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين ، فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأؤنسها ـ فأنزل الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا.
أقول : والحديث مضطرب حسب الظاهر ـ إذ ينسب الى الرسول (ص) انه امر بقتل برىء بمجرد شهادة امرأة بظنة وتهمة ـ الا ان في رواية عبد الله بن موسى عن احمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال قلت لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك كان رسول الله (ص) قد امر بقتل القبطي وقد علم انها كذبت ام لم يعلم؟ وانما دفع الله عن القبطي القتل بثبت علي (ع)؟ فقال : قد كان والله اعلم ـ ولو كانت عزيمة من رسول الله (ص) ما رجع علي حتى يقتله ولكنه انما فعل ذلك رسول الله (ص) لترجع من ذنبها فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها.
أقول : ولكن يبقى هنا ان رجوع امرأة عن ذنبها ـ وما رجعت ـ لا يبرر إرهاب واهانة رجل مسلم بريء ـ وان (الَّذِينَ آمَنُوا) ليست لتشمل الرسول (ص) كما في قصة عقبة وان الجهالة لا تنسب إلى النبي (ص) وهو لا يمضي الا بأمر الله.