التجمع باخوان على سرر متقابلين ، ومصفوفة كذلك : مرمولة : مزينة بالجواهر والذهب والفضة.
وخامسة بعد اكتمال هذه النعم روحية وجسمية ، تجعلهم غريقين في بحر النعيم :
(وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) : كأمتع ما يتمتع به الإنسان جسديا ، إضافة إلى أزواجهم المؤمنات ، اللاتي يدخلن معهم الجنة أزواجا لهم فيجعلهن الله كحور عين كما توحي آية المشية (١) وروايتها (٢).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)
آية فريدة في نوعها تضم أهم المباحث في باب الجزاء العدل والفضل ، تتطلب بحثا وتنقيرا فصلا ، فانها ضابطة شاملة ترجع إليها فروع عدة وتجاوبها دعاء الملائكة حملة العرش ومن حوله (.. وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤٠ : ٨ ـ ٧) فلو أن الآباء والأزواج والذريات كانوا على درجات الذين آمنوا وتابوا واتبعوا سبيل الله ، لم يكن لفصلهم عنهم ورجاء لحوقهم من معنى.
ثم وآية الذرية تلك تقول : ذراري المؤمنين ، التابعون لهم بإيمان ، يلحقون بهم دون ألت ونقص من أعمالهم ، والنفوس كلها رهينة أعمالها ، فمن هم هؤلاء الذراري؟ وما هو اتباعهم بإيمان؟ وأين الإلحاق؟ وما هو مداه؟ ولماذا مظنة
__________________
(١) «لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ» ومن أفضل ما تشائه النساء أن يصبحن كحور عين فأزواجا لأزواجهن.
(٢) روضة الكافي عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول لرجل من الشيعة أنتم الطيبون ونسائكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء ..