الهداية الايمانية.
ولماذا «بإيمان» منكرا ، وليس «بالايمان» معرفا؟ لأن الايمان في أية درجة كان يبرر ذلك الإلحاق ، فالمعرف منه يوحي أنه كإيمان الأصول ، إذا فلا معنى للإلحاق لأنهما على سواء ، فإيمان مصيره الجنة ، مهما خالطه ما يستحق به النار ، إنه يلحق صاحبه بالأصول على أية حال ، رأى صاحبه النار أم ما رآها.
ثم الاتباع الايماني ينفي ما عداه من الاتباعات والانطباعات ، أية انطباعات وأية اتباعات ، اللهم إلا الايمانية فحسب.
إذا فهؤلاء الذرية هم المكلفون المؤمنون ، دون القصّر ولا الكافرون ، إذ لا اتباع لهؤلاء ولا هؤلاء بإيمان ، فالقصّر غير مكلفين ، فلا يطلب منهم ايمان ، ولا يتأتى منهم اتباع بإيمان ، الذي هو فعل اختياري من الذرية : (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ) وأما الايمان الفطري والتشريعي فهما من فعل الخالق المشرع دون المخلوق المتشرع ، فما ذا تكون إذا حال القصّر من أولاد المؤمنين وأولاد الكافرين؟ انتظر الجواب في أخريات البحث.
وأما الإلحاق ، فهل يشمل الآخرة والأولى جزاء في الآخرة وحكما في الاولى؟ علّه يشمل حيث تتحمله الآية ، ولا سيما بايحاء الماضية : «الحقنا» ولكنما الاخرى هي الأولى ، استيحاء من رهانة النفوس بأعمالها ، إذ لا تظهر تماما في الدنيا.
وأما عن مدى ذلك الإلحاق في الآخرة؟ فقد يتحقق بكافة الدرجات في جنات المعرفة والرضوان بسائر المكانات ، فضلا عن الأمكنة والماديات ، وهذا مخصوص بالآباء والذريات القريبي الدرجات كما بين الرسول الأقدس محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وذريته الأئمة الأوصياء (١) فإنهم قلوب واحدة بقوالب عدة ، دون اختلاف في الدرجات ،
__________________
(١) الكافي عن أبي عبد الله (ع) في الآية قال : الذين آمنوا النبي (ص) وامير المؤمنين (ع) وذريته الأئمة الأوصياء (ع) «الحقن بهم» ولم تنقص ذريتهم الحجة التي جاء بهم محمد (ص) في ـ