وهذه الأرباب : الأصنام الثلاثة ، كانت كأن لها الزعامة بين معبوداتهم ، وعلها ـ كما يقال ـ كانت تماثيل عن ملائكة ثلاث ، اعتبروهم بنات الله وأخذوا يعبدون تماثيلهم ، وكما توحي به (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) إذ لا صلة لها باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ، إلا إذا كانت تماثيل لها يعبدونها ، إذا فلها صلة باسطورة انوثة الملائكة ، وكما يلمح من انوثة هذه الأصنام ايضا.
ثم الاخرى في مناة الثالثة الأخرى ، علها صفة ذم كما في أمثالها ، اي : مناة الآلهة : الثالثة الذليلة المتاخرة في المعبودية ، إذ كانت الأصنام طبقات كما كانوا هم طبقات طبقية عارمة في العابدين والمعبودين.
(إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)
إنّ هذه الأسماء ، ليس تحتها من معاني الألوهية شيء ، لا أصالة : أن تكون آلهة مستقلين ، ولا وكالة أن ينزل الله بها من سلطان ، فتكون آلهة موكّلين ، وهم لا يتبعون في هذه التسميات إلا الظن : كل وهم أسطوري لا يملك أي برهان ، (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) وهم يرفضونها إلى الهوى ، وإنما تقودهم ظنونهم وما تهوى الأنفس.
أسئلة مطروحة حول :
الغزوة المعراجية المحمدية ومركبتها العجيبة
الرحلة الفضائية في نطاق العلم : في عمق الزمان والمكان :
ترى هل كانت الرحلة بالروح القدسية المحمدية دون جسم؟ كما تقوّلها بعض! أو جسميا دون روح؟ كما تخرصها آخرون! أو بكلا الجسم والروح كما يقول الله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) في الاسراء ، و (ما زاغَ الْبَصَرُ) و «صاحبكم .. هو .. فأوحى إلى عبده» كما هنا في النجم ، فيا ترى إن الرسول