على حياة صاحب المعراج ، لا فحسب ، بل فليتحول طاقة بين النور والجاذبية حتى يتمكن من هذه السفرة الفضائية.
وأوّل ما يخمد هذه الحرارة الخارقة هو القدرة الإلهية التي تجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ، إضافة إلى أن محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم ركب مركبة مغلفة فيها كل المعدات لتلك السفرة العجيبة ـ علّه : البراق ، على حدّ ما سماها ، وقد تدل أوصافها المروية على هذه الإعدادات ، التي لا تتيسر لمن سوى الله ، ولأنها معجزة الله وكما أشرنا مسبقا : أن أهم ما يزيد في درجة حرارة المركبة هو الاصطدام بالفضاء ، فوجود الخلأ في مسيرها بإرادة الله ، يزيل مشكلة الحرارة ، وكما يزيل مشكلة السرعة الخارقة التي تتطلبها الرحلة المعراجية ، فعلى فرض الخلأ في مسيرها ، وانها تنجذب بجذبة القدرة الإلهية ، ومعدّة بجهازات مكافحة ، تنسف كافة العراقيل العشر ، المتصورة ، دون الرحلة المعراجية.
إن المسير الخلأ يساعد بآلاف الأضعاف على سرعة المركبة ، والحفاظ على موقعها الحراري ، وهذا الخلأ موجود فعلا بين الكواكب ، وكما يقول بعض العلماء «بأن المركبات الجوية وصواريخها سوف تتمكن أن تسرع زهاء سرعة النور وما فوقها ، لحد نتمكن أن نجول عمق الفضاء الشاسعة» .. (١).
فإذ يتمكن الإنسان الضعيف الضعيف أن يصنع مركبات هكذا ، فما ذا تظن بخالق الإنسان القوي القوي!
__________________
(١) ماذا أعلم ـ تأليف JEANPELANDINI ص ١٣١ : يقول : وان المفكر الاخصائي الشهير الالماني (دكتور اوجن سانكر) هكذا يتنبأ ، ان مكانيك الطيران لصواريخ (يوني) او (فوتوني) مما يشهد لتغيير مفهوم المسافة والزمان والفضاء والسرعة.
ثم يستمر المؤلف قائلا : ان نظرية النسبية بالنسبة للصواريخ التي سوف تخرق الجو بسرعة الضوء او ما فوق الضوء ، انها تجعلنا نفكر في تسخير عوالم جدد ، فبموجب هذه النظرية نتأكد اننا سوف نجتاز مسافات بعيدة هي بالقياس الى أرضنا لا نهاية : بأن نعد الصاروخ بقدر خاص من المواد المحترقة المحركة ، المناسبة للصاروخ ، فنصل الى حدود الكون.