خلاصة عن الرحلة المعراجية :
هذه المركبة المعراجية مزدودة بما يكافح عراقيل السرعة والحرارة والزمان وسواها ، إضافة إلى أن مسيرها بإرادة الله ، وبالطبع في البعض من أجزائه ـ هذا المسير خلو من الأجزاء الهوائية ، فالمصادمة الهوائية التي تقلل من حركة المركبة وتزيد في حرارتها ، هي عديمة في مسير هذه المركبة ، وقد يكون سيرها بسرعة زهاء سرعة أمواج الجاذبية ، إضافة إلى اختلاف مقاييس الزمان بين الأرض والعوالم الأخرى ، التي قد تجعل شهرا من الزمان السماوي ثانية أرضية أو أقل.
فهذه هي مركبة المعراج ، وعلّ مسيره كذلك يختلف عن سائر المسير بقدرة الخبير البصير ، فقد يكون بابا من السماء تخص هكذا عروج فلا تفتح لغير صاحب المعراج ، وقد توحي له : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (١٥ : ١٥) فإنها الباب التي يفتحها الله «فتحنا» دون الإنسان مهما بلغ من العلم! فالعروج فيه يحير عقول الناكرين فيلجئون إلى خرافة السحر إن اجتازوا واقعة.
إذا فلم تبق مشكلة علمية أم سواها ، تعرقل الرحلة المعراجية ، فتشكك دون تصديقها ، أو تكون حجة لغيره في تكذيبها.
القرآن وتسخير الفضاء.
عشرات من آيات الله البينات توحي بإمكانية الرحلات الجوية وواقعها ، بين آمرة بها بغية الاستطاع على المملكة السماوية لازدياد المعرفة بالله ، وبين مبشرة بأنها سوف تتحقق او مضت ، بحثنا عنها في طيات آياتها التي تتحدث عنها ، مما أضاءت للبشرية بريقات الآمال في تسخير الفضاء ، فأصبحت تجاهد للتوصل إلى هذه البغية منذ مآت من السنين فأخذت تستوحي منها ، ومن مختلف انواع الطير