قائمة الکتاب
«سورة الفتح»
«سورة الحجرات»
«سورة ق»
«سورة القمر»
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٧ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٧ ]
تحمیل
(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى)
والإقناء هو الإرضاء بالقنية الكفاف ، فهو الذي أغنى الأغنياء وأقنى الأقناء غنى المال والحال ، حالا في الاولى او مآلا في الأخرى ، كذلك وقناهما فيهما او أحدهما ، مهما كان للإنسان محاولة فيهما ، فهما لا تحصلان إلا بارادة الله فكم من غني لا يحاول إلا قليلا وكم من فقير هو في محاولة دائبة إلا قليلا ، ولكي نعلم ان : ازمة الأمور كل بيده والكل مستمدة من مدده ، ولا يعني ذلك ابطال المساعي ، وانما بطلان استقلال الساعي.
ولا تعني الآية انه تعالى أغنى كل فقير ، او اقناهما «وإنما الغني الذي استغنى بالله ، بمال او منال او حال ، أو هو والفقير الذي رضي بما آتاه الله ، من قليل او كثير ، فغير الراضي منهما عما أوتي ، أو الغني بمكاسب السوء ، لم يغنه الله رغم غناه ، ولم يقنه لأنه ما قنى.
أو يقال : إن الغنى كلها من الله ، وان كانت من غير حل ، إذ لم يمنع عن واقعها ، مهما لم يرض بها ، فلو أراد الله تعالى تكوينا تحقيق ما أراده تشريعا لا فقر من يبغي الغنى من غير حله.
وكما أن القنى كلها من الله ، سواء الحقيقة منها كما في المخلصين من عباد الله او النسبية كما في كثير من الناس فقراء او أغنياء ، إذ يقنون بما أوتوا ، رغم آمالهم ومحاولاتهم في الاستزادة ، وان حالة القنى : الرضا بما عندنا ، من مال او حال او منال ، انها لمن أعظم النعم ، كما وان فقدان القنى ، سخطا خالصا ويأسا بائسا لا رجاء فيه ولا أمل ، انه من اكبر النقم ، اللهم أغننا بغناك وأقننا بقناك ، في الحال والمال بحق محمد والآل صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى)
ترى لماذا اختصت الربوبية هنا بالشعرى؟ ألأنها نجم أثقل من شمسنا بعشرين مرة ، ونورها خمسون ضعف نور الشمس ، وهي أبعد عنا بمليون ضعف؟!