لنفاقهم وتلكئهم عن الجهاد ، كما في سورة براءة ، ووعيدا بنار جهنم للمشركين والكفار ، كما في سورة البينة ، فتتفق كلمات الصحابة مع الروايات التي وردت عن أهل البيت عليههم السلام من أن تلك الضائح والأسماء كانت على نحو التنزيل ، وأن هذا التنزيل هو الذي حُرف وأُبعد عن ساحة المصحف المجموع ، وهذا ما قصدته روايات أهل البيت عليهم السلام ، فلو وردت رواية فيها أن القرآن قد حُرّف يكون المقصود من القرآن فيها ما يشمل النص القرآني المعجز الوحي الآخر الذي رادفه وهو التنزيل ، فصار حذف التنزيل والتفسير هو تحريفا للقرآن في الحقيقة ، وهو ماكان موجودا في المصحف الذي جمعه أمير المؤمنين عليه السلام.
القرآن حُرّف!
فتحصل إلى هنا أن كل ما أنزل من السماء من النصوص القرآنية والتفسير والذي يسمي المجموع منهما بالقرآن مجازا قد حُرّف وعلى أيدي بعض الصحابة حينما جمعوه إما عن جهل أو عمد ، ولكنهم لم يحذفوا منه إلاّ التنزيل أي تفسير الآيات القرآنية ، أما النصوص المعجزة التي تحدى الله بها أهل الأرض أن يأتوا بمثلها فهي محفوظة تامة لا نقص فيها ولا زيادة ، وإنماقصد بالقرآن ما يعم النص القرآني المعجز وتفسيره وتنزيله وهذا الأخير هو الذي حرفوه وأنقصوه.
وهذا عين ما نسب للشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه فيه المسائل السروية : لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى