ملاحظة : الكليني رضوان الله تعالى عليه لا يقول بتحريف القرآن
وحيث وصلنا إلى هذه النقطة نقول : إن المحدث لا يلزم نفسه اعتقاد كل ما أوردة في مصنّفه ، حتى وإن قال بصحة كل ما أورده؛لأن صحة السند شيء وما يدل عليه المتن بعد جمع الأدلة وعرضها على الكتاب والسنة المتواترة وطرح غير التام شيء آخر ، فلا وجه لاتهام الشيخ الصدوق أو الكليني أو أي محدث آخر؛ لأنه روي الرواية ، ناهيك عن أن الكليني رضوان الله تعالى عليه روى روايات التحريف في باب النوادر تيمنا بالروايات التي فيها : ((ودع الشاذ النادر)) ، بل صرح الكليني رضوان الله تعالى عليه في مقدمة الكافي أنه وإن أراد جمع الآثار الصحيحة عن المعصومين عليهم السلام إلاّ أن صحة الرواية شيء والاعتقاد بمضمونها شيء آخر ، وعلق قبول مضمونها على بعض القواعد منها أن تعرض الرواية على كتاب الله عزّ وجلّ فما وافق كتاب الله أخذ به وما خالفه يرد يأخذ به ، قال ثقة الإسلام الكليني رضوان الله تعالى عليه في مقدمة الكافي :
وقلت : إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به التعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين ، والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدي فرض الله عزّ وجلّ وسنة نبيه صل الله عليه وآله ، وقلت : لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك سببا يتدارك الله تعالى بمعونته وتوفيقه إخواننا وأهل ملتنا ويقبل بهم إلى مراشدهم