بوحدتها من روح وريحان ، ثم الريحان عطر يعطر المشام ، ويذهب بعفونة الأيام.
ثم وما هو (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ)؟ علّه يوحي بحالة مرضية لهم تطمئن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بسلام له منهم وسلوان ، فلا يضطرب بما قد اقترفوه من آثام ، فقد حوّلهم الله من لا سلام الى سلام ، إذ كفّر عنهم سيئاتهم وأدخلهم مدخلا كريما ، وبدّل سيئاتهم حسنات فأصبحوا في سلام وسلوان ، في رحمة وغفران ، فمنهم لك سلام ، عطاء من ربك وإنعام : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).
وترى لماذا (سلام) وليس (السّلام)؟ قد يكون تنكير السّلام له منهم لإثبات أصل السّلام ، دون أن يناحره شيء من اللاسلام للأدنين من أصحاب اليمين ، الذين قد يذوقوه في فترة البرزخ ، ولو زاد ففي بداية القيامة ، أم لو زاد فمصيرهم الأخير الجنة مهما ابتلوا هنا وهناك ، إذا فحالهم مرضية للرسول الشفيع الأمين ، وبشفاعته وذويه يخرج غير المخلدين عن الجحيم ، وهم أدنى أصحاب اليمين.
ثم الرعيل الأعلى منهم لهم السّلام كل السّلام دون عذاب ولا بلاء ، ثم المتوسطون بين الأولين والآخرين لهم وسط من السّلام (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) مهما اعتراهم من غير سلام.
كما وأن روح المقربين وريحانهم وجنتهم النعيم درجات حسب الدرجات ، فلأفضل المقربين الرسول محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فضله على سواه ، لحدّ يحتاجه في الزلفى من سواه.
كما وأن للمكذبين الضالين دركات في نزل من حميم وتصلية جحيم «حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع ، اقعد في حفرته نجيّا لبهتة السؤال وعثرة الامتحان ، وأعظم ما هنا لك بليّة نزول الجحيم وفورات السعير وسورات