الزفير ، ولا دعة مزيحة ، ولا قوة حاجزة ، ولا موتة ناجزة ، ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات) (١).
ثم وتصلية جحيم هي إيقادها بوقود أجسادهم وأرواحهم الجهنمية : (وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) (٣ : ١٠) فسائر أهل النار وهم هوامش الضلالة يحرقون بنارهم كما احترقوا يوم الدنيا ، ثم ومنهم من ينجو مع الناجين فيلحق بأصحاب اليمين ، ومنهم .. ثم لا يبقى في النار إلا الوقود حتى يتم جزاءهم الوفاق ، ثم تخمد النار ويموت الوقود ، المؤبدون ثم لا يحيون.
(إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) :
(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٦٩ : ٥٢) لا علم اليقين فقط ولا عين اليقين ، وإنما حق اليقين ، الذي ليس فوقه يقين ، و «هذا» هو الله ، وهو كتاب الله ، وهو يوم الله ، لا ريب في أي من هذا وذاك ، فالمقربون لهم في ذلك حق اليقين ، وأصحاب اليمين لهم عين اليقين أو علم اليقين ، ثم للمكذبين الضالين عين اليقين إذ يدخلون الجحيم (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) (١٠٢ : ٧) وكان لهم أن يرونها قبل يوم الدين : علم اليقين أو عين اليقين أو حق اليقين.
ومهما يتعرض علم اليقين وهو اليقين العلم ، للخطأ أو الإهمال في متطلبات اليقين ، أو تخطأ عين اليقين أو تهمل مهما كان أقل خطأ وإهمالا من علم اليقين ، فليس حق اليقين وهو اليقين الحق ، الثابت الصامد ، مما يخطئ أو يهمل ، لأنه واضح وضح النار وأوضح.
__________________
(١) نهج البلاغة للسيد الرضي عن أمير المؤمنين علي (ع) : ...