سورة الحديد ـ مدنية ـ وآياتها تسع وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٩) وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :
هنا وأحيانا في غيرها «سبح» وهنا لك في مواضيع «يسبح» إيحاء باستمرارية تسبيح الكائنات غابرا ومستقبلا وحاضرا دون فكاك ، وأيا كان التسبيح ومن اي كان.
و «سبح» مما تعدّى بنفسها ، فلما ذا عدّيت هنا باللام وأحيانا بنفسها؟ لأن اللام توحي بالاختصاص ، فلا تسبح ما في السماوات والأرض إلا لله ، لا له ولسواه ، فليحمل عليها المعدّى بنفسها : (وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) فلا تسبيح إلا لله.
والتسبيح هو الإمرار السريع دون تباطئ ، من السبح : المرّ السريع في