(سَبَّحَ لِلَّهِ .. وَهُوَ الْعَزِيزُ ..) : غالب لا يغلب (الْحَكِيمُ) : فلا يجهل أو يخطأ أو يظلم ، عزيز حكيم : في ألوهيته وربوبيته .. وفي أنه مسبّح.
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :
«له ملك» الملكية المالكية الحقة دون زوال فلا يزول وهو لا يزال (مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) المعبرة عن الكائنات كل الكائنات (يُحْيِي وَيُمِيتُ) : كأبرز مظاهر الربوبية المطلقة ، لا فحسب ، بل : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ما هو شيء أو يمكن أن يكون شيئا ، قدرة متعلقة بالممكنات في كافة الجهات.
فيا لتسبيح المملوك العبد للملك المالك بالحق من حلاوة وطلاوة ، كيف لا و :
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :
آية فريدة منقطعة النظير ، ليست إلا هي وإلا هنا كما هي ، اللهم إلا في البعض من اتجاهاتها بعبارات اخرى ، تعني السرمدية الإلهية : أزلية وأبدية ، والحيطة العلمية والقيومية المطلقة.
وهذه الأسماء الأربعة من مظاهر السرمدية والحيطة المطلقة الإلهية ، كونا وكيانا وعلما وقدرة وقيومية أم ماذا.
(هُوَ الْأَوَّلُ) لا سواه ، وترى أنه أوّل بالنسبة لسواه في الزمان أو المكان ، تقدما فيهما على أيّ كان؟ ولا زمان له ولا مكان ، فهو الذي كوّن المكان والزمان! .. أو أنه أوّل في الحدوث؟ وليس له حدث ، وإنما أحدث الأشياء وكان إذ لا كان ، فلم يحدث هو أيا كان ، وان كان حدوثا بلا زمان!
كلا : «إنه الأول لا عن أول قبله وعن بدء سبقه .. ولكن قديم أول وقديم آخر» (١) : أولية القدمة والأزلية ، فلو سألت عن ربك متى كان؟ فالجواب
__________________
(١) الكافي عن علي بن ابراهيم القمي بإسناده الى ميمون اللبان سمعت أبا عبد الله (ع) وقد سئل عن الأول والآخر فقال : «.. وآخر لا عن نهاية ...».