نجد اسما أو ممثلا عن إنجيل المسيح في بوتقات النسيان والتناسي ، يضيء أحيانا لمن شاء أن يستضيء (١).
وأما الرأفة والرحمة المجعولة في قلوب الذين اتبعوه ، فهما أمر ملموس ، لا في المسيحيين أجمع ، وإنما الذين اتبعوه ، وقد كان رؤفا رحيما ، فمن اتبعه ، وفي رأفته ورحمته ، فالله يجعلهما في قلبه زيادة في هداه.
وهؤلاء المتبعون هم نصارى المسيح الذين نصروه في زمنه وينصرونه بعده. ومن نصرته تصديقه بمن بشّر به : النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبالمودّة للمسلمين : (... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ، يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٥ : ٨٣).
وهؤلاء هم الذين جعلهم الله فوق الكافرين الى يوم الدين : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ...) (٣ : ٥٥).
__________________
(١) إنجيل المسيح كان في العهد الأول في متناول الأيدي ، وكما في دائرة المعارف الانجليزية وكتاب اكسهومو ، واختاره الفاضل (اكهارن) وكثير من المتأخرين من علماء النمسا ، ومال اليه المحققون : ليكلرك ـ كوب ـ ميكايلس ـ ليسنك ـ نيمير ومارش ، وممن ظفر أخيرا بهذا الإنجيل المغفور له حيدر قليخان قرلباش المعروف بسر دار كابلي مترجم إنجيل برنابا الى اللغة الفارسية. ويقال ان بروفسور (كربن) الفرنسي مندوب الأدباء الفرنسيين في إيران ، اشترى هذا الإنجيل من مكتبة الكابلي ب ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٥ ريالا إيرانيا وأرسله الى باريس.
ومما يمثل هذا الإنجيل إنجيل برنابا القديس (راجع المقارنات).