الذين رعوا الرهبانية حق رعايتها (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) كما وهم لا يزالون في الصوامع والأديرة ، دكّات التجارات والغايات ، وأديرة التحمير والاستثمارات!.
فكثير من الراهبين التاركين الزواج بواحدة ، يغوصون في بحر من الدعارات بالراهبات ، وكثير من الراهبات التاركات الشهوات ، الرافضات الزواج الواحد ، يتلوثن بدعارات في الأديرة مع جماعات الرهبان.
هذا! ولكنما الرهبانية في الإسلام ممنوعة بكافة صورها ، فكان من حق رعايتها للرهبان المؤمنين بمحمد أن تركوها لأنها ممنوعة في الإسلام ، كما قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : «رهبانية امتي الهجرة والجهاد والصلاة والصوم والحج والعمرة» (١) جمعا بين ألوان الواجبات الجماعية والفردية ومن أهمها الجهاد وكما قال : «رهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله» (٢) طبعا وبكل الطاقات : نفسا ونفيسا ، قلما ولسانا وفكرا أم ماذا ، دون الرهبانية الانعزالية الصومعية التقشفية ، العازلة عن الحياة ، المنعزلة عن المجتمعات ، ولو كانت محصورة في العبادات ، فالإسلام كله حياة ، وكله هجرة ، وكله جهاد ، وكله حج وعمرة وصلاة ، لا تختلف إلا في الصورة ، وأما السيرة والمسيرة فصيغة واحدة هي : سبيل الله!.
ان الرهبانية حتى الحقيقية منها لم تكتب علينا ، وإنما أبدل عنها بالجهاد ، وما ألطفه المروي عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث يقول : «إني لم أؤمر بالرهبانية» (٣)
__________________
(١) كما مضى حديثه عن المجمع عن ابن مسعود وفي عيون الأخبار عن أبي الحسن الرضا (ع) قال : صلاة الليل.
(٢) الدر المنثور ٦ : ١٧٨ أخرج أحمد والحكيم والترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلي والبيهقي في الشعب عن انس أن النبي (ص) قال : لكل امة رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله.
(٣) أحمد بن حنبل ٣ ، ٨٢ ، ٢٦٦.