سورة المدثر ـ مكية ـ وآياتها ست وخمسون
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (٧)
* * *
إن المدثر من فواتح الوحي ، فهي بعد الآيات الخمس الأولى من العلق ، وعلها بعد الحمد أيضا ، وإذ تحتمل السورة ـ كالكثير من أمثالها ـ عدم نزولها دفعة واحدة ، لذلك فآيات التوعيد والتنديد بالوحيد ، الذي كان بآيات الله عنيدا ، والتي تتحدث عن سائر الكافرين ، بعد الآيات السبع الأولى من السورة ، إنها لا تتنافى وكون هذه السبع هي النازلة بداية الوحي المفصل ، بعد الخمس من علق والسبع المثاني من الحمد أيضا.
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) : لقد تدثر الرسول الأقدس (ص) إثر ما أوحيت اليه الخمس والسبع ، تدثر من وقعة الوحي المفاجئ الثقيل ، وعلى حدّ المروي عنه (ص) قال : جاورت بحراء فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا