رابطة به عمل الايمان ، ولذلك يحق ان يقسم بها كبرهان على قيام الأجساد يوم الحساب للجزاء العدل.
فليقسم بيوم القيامة لمن يعتقده ما لم يصل الى علم اليقين وما فوقه ، وليقسم بالنفس اللوّامة لمن يحملها حتى تذكرة وتحمله الى ذكرى جمع العظام وتسوية البنان.
وأما الناكر ليوم القيامة الحقة ، والفاقد للنفس اللوّامة ، الضاربة الى اعماق ذاته النفس الامارة بالسوء ، فكيف يقسم له بيوم القيامة والنفس اللوامة؟ وقد ظل مرتكسا في الشهوات وغارقا في اللذات.
وإذا كان اللّاقسم هنا يعنى به القسم خلاف الصحيح والفصيح ، فأين جواب القسم؟ لا نجد جوابا إلا أنه لا قسم يلمح بالقسم ، ريا له جمعا ما ألطفه!.
هنا ـ لإثبات حشر الأجساد وقيامها من الأجداث يكتفى بسؤال لائح الجواب عند فاقدي الدليلين ، ما لم يفقدوا التمييز تماما :
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) : أفهذا الإنسان الهزيل الذليل يحيل لنا جمع العظام : (أَلَّنْ نَجْمَعَ) إحالة التجهيل : أنها ضلت في الأرض فكيف تجمع : (وَقالُوا : أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٣٢ : ١٠) أم إحالة التعجيز : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٢٦ : ٧٨) أم لا ذا ولا ذاك وانما يفتري علينا الظلم ، أننا لا نحشر شيئا رغم الظلامات القاتلة يوم الدنيا ، غير المجازى عليها فيها! أم نحشر الأرواح دون الأجساد ، رغم انهما كانا شريكي الأعمال خيرة وشريرة ، فكيف تحرم الأجساد من ملاذها ، أو تعفى عن عذابها؟ كل ذلك خيالات شرسة وليست محالات.
(بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) : نرى عشرات الآيات يتمسك فيها بشأن إثبات امكانية حشر الأجساد ببرهان الأولوية : من عدة جهات ، كأولوية