الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ. وَوالِدٍ وَما وَلَدَ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٩٠ : ١ ـ ٣) (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) (٧٥ : ١ ـ ٣) (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ. عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) (٧٠ : ٤٠ ـ ٤١).
وموضوع اللاقسم في الأخيرين هو القدرة الإلهية على تجديد الحياة يوم المعاد ، ولعلّ ركوب الإنسان طبقا عن طبق ، وخلقه في كبد ، عله أيضا يوحي إليه أو يعمه فيما يعنيه.
إذا فمدار اللاقسم في هذه المواضيع السبعة إنما هو أصل الرسالة القرآنية وأصل المعاد.
فهل يا ترى إن القرآن وهو أعظم برهان ، إنه بحاجة إلى برهان سواه ، يدل عليه؟ (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ) (٢٩ : ٥١) ..
هذا القرآن ـ وكله برهان ـ نور لا تطفأ مصابيحه ، هل يحتاج في إثبات وحيه إلى سواه ، وهو الشمس تشرق في الظلمات؟! فما بال الشمس تستضيء بنور غيرها ، وما بال النور يستنير بسواه؟ .. كلا : إنه الدليل يدل إلى خير سبيل ، برهان لنفسه وفرقان لسواه : يميز الحق عن الباطل في كافة الميادين.
ليست في الرسالة المحمدية أية خارقة تدل عليها كالقرآن وكما يقسم لإثبات هذه الرسالة السامية بحكمة القرآن : (يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣٦ : ١ ـ ٤) فسماع الوحي الذي هو النبوة ، والرسالة على صراط مستقيم ، يتوسطهما القرآن الحكيم ، برهانا لا مردّ له ، لهما.