الشفاعة والغفران ، والتبصّر إلى المعرفة الحقة في أمور الدين ، كل ذلك يصد الإنسان عن الغرور بربه الكريم.
فما يكذب القلب بالحساب العدل ومتطلباته ثم يستقيم على هدى ولا خير وطاعة.
إن ناكر الحساب العدل والجزاء الوفاق لا يندفع إلى أدب ولا طاعة ، ولا يهتدي إلى نور أو كتاب منير ، ولا يستيقظ فيه ضمير ، حتى يعقل الدين عقل وعاية ورعاية كما هو الدين ، وكما ينطق به القرآن المبين ، ودراسة حدود العفو والغفران وظروفهما ، وحدود الشفاعة وتكفير السيئات ، نجدها في طيات الآيات التي توحي لها فصلا واضحا.
* * *
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ)(١٢)
كما أن الرب الكريم لم يخلقكم لعبا وهملا في بدايتكم وغايتكم ، كذلك لم يترككم وأعمالكم هملا وسدى عابثين ، فقد بعث عليكم حافظين من الملائكة والنبيين ، يحفظونكم من أمر الله : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ..) (١٣ : ١١) حفظا صادرا من أمر الله ، حفظا لنفسه عن دوافع الموت والدمار ، وحفظا على أعماله ، رسلا من الله للحفاظ والحفظ الحق : (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (٦ : ٦١) : يحفظونكم وأعمالكم ثم يتوفونكم بأجسادكم وأرواحكم وأعمالكم دون تفريط ولا مثقال ذرة.
إنّ الحافظين قد يكونون لئاما جاهلين فلا يؤبه بحفظهم ، ولا يرسل ربنا