سورة المطففين ـ مكية ـ وآياتها ست وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)(٣)
.. هذه السورة تهدّد المطففين شؤون الناس وحقوقهم ، المقتسمين الحقوق بينهم وبين الناس قسمة ضيزى ، كأنهم يملكونهم بأنفسهم وأموالهم ، يحسبونهم قطب الرحى تدور عليهم ولصالحهم الكائنات كل الكائنات.
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) :
فالويل هو الهلاك والخسار والبوار والدمار ، لفظة تقال في مواقف التأوه والتقبيح ، لفظة الذم والسخط لمن يسبّبون الويلات النفسية والعقائدية والاقتصادية والعملية .. وهؤلاء الذين يهددهم القرآن بالويل ، هم ويل في صفاتهم وأفعالهم وأفكارهم وتصرفاتهم ، فذواتهم ويل .. أينما حلت ، لأنفسهم ولمجتمعهم.
والويل من الله ليس دعاء والتماسا ، فمن هذا الذي يلتمس منه ربنا لتحقيق غير الحاصل؟ اللهم إلا نفسه المقدسة ، فهل يا ترى إنه يلتمس من نفسه؟! كلا وإنه