إن الوهاج هو ما يجمع بين الضوء والحرارة ، وجعل الشمس وهاجا ، إنما هو بعد بناء السبع الشداد ، خلقت من ضمن ما خلق من مصابيح السماء الدنيا : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ ..) ومصباحنا الوهاج الذي ينتج وضح النهار هي شمسنا ، فهي ضياؤنا كما القمر نورنا في ظلم الليل ، وسوف تعلمون أن خلق الكرة الأرضية أسبق من خلق الشمس وسائر الأنجم.
فالشمس السراج الوهاج ، والقمر النور المنير : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (٢٥ : ٦١) (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (٧١ : ١٦) .. إنهما من الآيات البينات لنبأي التوحيد والمعاد ، بما أن (الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .. وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (٣٦ : ٣٨ ـ ٣٩).
وهذا السراج الوهاج هو الباعث للحرارة التي تعيش بها الأرض وما عليها وما فيها ، وهو الذي يكوّن السحائب بتبخير المياه من المحيط الواسع في الأرض ورفعها إلى طبقات الجو ، فهي من المعصرات
وهو المشرق علينا بأنواره ، إشراق الحياة ، وراحة الحياة ، وتقدّم الحياة ..
والشمس بحرارتها ونورها هي من المعصرات التي ساعدت على تروية الأرض بالماء الثجاج.
المعصرات والماء الشجاج :
(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً. لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً. وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) :
استعراض لبداية نزول الماء من السماء على كرتنا الأرضية الشموس العطشى فإنها كانت منذ بدايتها محترقة ، إذ كانت زبدا : حصيلة التفجر الأول للمادة