ولقد كانت المعصرات الأولى أقواها ، ولكي تكافح حرارة الأرض ، وتسيل وتصبّ عليها سيلا وتجعلها بحرا بعد أن كانت قفرا :
(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً. وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً).
والد السماء أمطر على رحم أم الأرض بنطف المياه لتخرج منها ـ بإذن ربها ـ حبها ونباتها وجناتها الألفاف ، لإخراج نوعي المأكول والملبوس : ما يؤكل هو ذاته حبا كسائر الحبوب ، ونباتأ كبعض النبات ، وما يؤكل منه كالبعض الآخر من النبات وكسائر الجنات.
«وجنات» * : أشجار كثيرة تجنّ بعضها البعض وتجن الأرض ، وتجنها من السماء «ألفافا» : تلف بعضها البعض ، وتلتف بعضها بالبعض.
بالفعل تتزاوج وتتمازج أموات وأموات لتلد أحياء وأحياء : نباتية وحيوانية ، أفلا يدل هذا الصنع البارع المتقن على وحدة الصانع ، وعلى إمكانية الحياة بعد الموت ، سبحان الخلاق العظيم!
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠)
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) :
فصل الخلافات ، والفصل بين المختلفين : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (٣٢ : ٢٥)