التي اكتشف أخيرا شيء منها قليل ، وبجنبه الكثير الكثير ، مما على الإنسان أن ينظر فيه : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ)؟.
فلقد كان أصل الوحي عليه معجزة ، تحمل معجزة علمية خالدة ، والرسول كيانه الرسالي معجزة ، فكيان الرسالة المحمدية مجذور مكعب من المعجزات!.
إن النطفة الأمشاج هي المجموعة من نطفة الذكر والأنثى ، تتزاوجان فتصبحان واحدة ، فكيف الزواج؟ وكيف النطفتان قبل الزواج وبعده؟ لقد أمرنا نحن أن ننظر كيف خلقنا ، فنظرنا ووجدنا طرفا من الخلقة العجيبة الطريفة ، ما يزدادنا معرفة بالذي خلق. خلق الإنسان من علق (١).
__________________
(١) لقد كشف العلم طرفا من هذه المعجزة الأولى للقرآن ، والخلق العجيب الطريف الظريف لمنزل القرآن ، ولوحظ بالعيون المسلحة ان كيف النطفتان؟ وكيف تتزاوجان؟ ..
الجينات : بيضات دافقة من ترائب الأنثى ، كل منها كبيضة الدجاجة ، إلا ان قطرها يتراوح بين جزء أو جزئين من عشرة اجزاء من الميليمترات (١ / ١٠ أو ٢ / ١٠) ووزنها جزء من مليون جزء من الغرام ، وفيها مح (Cytoplame) وفي المح الحويصلة الجرثومية (Nuelede) التي يبلغ قطرها جزء من ثلاثة آلاف جزء من القيراط ، فيها تكمن النطفة الجرثومية (Noyau) التي يبلغ قطرها (١ / ٣٠٠٠) من القيراط.
هذه البيضة تتكون في ظلمة المبيض ضمن حويصلة تسبح في سائلها الألبوميني ، فإذا نمت هذه الحويصلة ، وازداد السائل الذي في باطنها ، يتمدد غشاءها ويرق ثم ينفجر وتخرج البيضة منها ومن المبيض كله ، فإلى اين تذهب هذه البيضة الصغيرة العزيزة العذراء وحدها في هذا الظلام؟.
إنها على موعد مع العشير الذي تحلم به دون معرفة مسبقة بينهما ، يتسارعان إلى بعض ويتلاقيان في الطريق ، ثم يسيران متعانقين متراوحين إلى بيت الزوجية ، المهيأ لهما ، فهل لنا أن نعرف هذا العشير ايضا كما عرفنا العشيرة ، وقبل أن نعرف زواجهما؟.
انها الكروموزومات ، قطر كل منها لا يزيد عن ستين جزء من ألف ميلى متر (٦٠ / ١٠٠٠) فهو أصغر من خطيبه بكثير ، وله عقبات في هذا الزواج : انها أصغر من عشيقتها بكثير ، انها بين ملايين الخطاب الآخرين : الدودات المنوية الكروموزومية ، والملتقى ايضا بوق مظلم مظلم ـ ضيق ضيق ـ رفيع رفيع ، قطره كشعرة يختبئ وراء الرحم ، ويمتد فيه إلى المبيض ، إذا فكيف بالإمكان الزواج مع هذه العقبات؟ :