(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) :
.. الملائكة ـ كل الملائكة ـ دون استثناء ، لمكان «ال» * الاستغراق ، فإن الجمع المحلى باللام يفيد الاستغراق.
والروح هو عظيم الملائكة وزعيمهم وليس منهم بدليل المقابلة ، وتخصيصه بالذكر من بين العموم بحاجة إلى دليل ، وقد يتأيد ويؤيده نظرات أهل الوحي والعصمة المحمدية (ع) (١).
__________________
ـ أقول : وهكذا كل أحداث التاريخ ـ الجليلة الخيرة ـ فليلة القدر خير منها ، والألف هنا إشارة إلى حده لبيان بعض المصاديق كما في الحديث ، واشارة إلى زمن الخير كله دون حد.
وفي المعنى الثاني أخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال رأى رسول الله (ص) بني أمية على منبره فساءه ذلك فأوحى الله إليه : انما هو ملك بصيبونه ونزلت : إنا أنزلناه .. وأخرجه أيضا عن ابن المسيب مثله ، وأخرجه الترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يوسف بن مازن الرواسي عن الامام الحسن (ع) مثله بزيادات منها : من ألف شهر يملكها بنو أمية يا محمد! قال القاسم فعددناها فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص يوما (المصدر) وفي المستفيض من طريق أصحابنا مع تفاصيل أخرى كما في ح ٤٢ و ٤٣ عن الامام الصادق (ع) عنه (ص) وح ٤٤ عن علي (ع) عنه (ص) وح ٤٥ عنه (ص) وح ٤٦ عن الامام الحسن المجتبي (ع) عنه (ص).
(١) أبو بصير قال قلت للإمام جعفر الصادق (ع) : جعلت فداك الروح ليس هو جبرائيل؟ قال : الروح أعظم من جبرائيل ، ان جبرائيل من الملائكة ، وإن الروح هو خلق أعظم من الملائكة ، أليس يقول الله تبارك وتعالى : تنزل الملائكة والروح؟ (نور الثقلين ج ٥ ص ٦٣٨ ح ١٠٤).
وعن الامام الباقر (ع) مثله كما في ح ١١٠ ـ المصدر ، وعن الصادق (ع) مثله كما في تفسير البرهان ح ٤ ص ٤٨١ ح ١ ويلمح إليه ح ١٠٨ ج ٥ نور الثقلين ص ٦٣٩. وفيه : يستوجب الامام زيادة الروح ليلة القدر ، ويلوح أن الروح هذه روح قدسية منفصلة عن الملائكة وسائر المعصومين ، وهي تفاض عليهم بإذن ربهم ليالي القدر.